… على جذع «أزدرختٍ» تستريح جبهتي، وفوق أثلامها أمرغ وجهي، وأدندن لحناً فيروزياً يمتد عبر الليل وجعاً غيابياً للمرأة المستوطنة دمي، المرأة التي ماتت بين يدي ذات مساء مجاناً وبهدوء… رذاذٌ رطبٌ، عذب، كسقسقة الثمل في العروق، يذكرني برطوبة الخيمة البحرية، يومذاك، حملتها وركضت بها بكل جنون، طوقت عنقي فمنعت عني الرؤية، تمرغنا على الرمل الأبيض، كانت الأرض ساخنة، فرشت لها جسدي فاستلقت عليه…