يبيّن في كتابه "الرغبة والأخلاق في فلسفة سبينوزا" الدور الأساسي الذي لعبه هذا الفيلسوف منذ القرن السابع عشر في تحويل معاني الخير والشرّ والحسن والقبح والكمال والنقصان إلى مفاهيم نسبيّة تتحدّد وفق الغايات المطلوبة. مركزّا جهوده على إجلاء طبيعة مفهوم الرغبة لدى صاحب كتاب "علم الأخلاق" مواكبا فكره في تمشيه الإيتيقي ، بدأ بتحديد البُعدين الأنطولوجي والمعرفي للرغبة، تـقـصّـيـا لطبيعتها وعلاقتها بجوهر الإنسان وقدرته على المعرفة والفهم، والتخيّل والتبصّر، والإختيار والفعل. وينظر في البعد النّفسي للرغبة كما في بعدها الأخلاقي، بوصفها مصدر انفعالات النّفس وأهوائها وباعتبارها العامل الرئيسي في سعي المرء إلى تحقيق ما ينفعه ودرء ما يضرّه والكتاب في مجمله حلقة أخرى من سلسلة المداخل الفلسفية التي قدمها الكاتب على إمتداد ربع قرن، فيه ما يهّم الفيلسوف والطالب والمفكر بل كل قارئ تشغله مسألة الأخلاق والأخلاقيات ـ