تقديم صلاح الدين الشريف مدينة الروائح، يا صاح ! مسرح أبطاله الروائح... أبطاله أشباح. كيف تـُرى الأشباح ؟ خذ من الزمان قطعة، من المكان قطعة، لتصنع المقام. زد عليها نفـّة من سالف الأحداث. تمتمْ عليها قولة ؛ يا ساحر الكلام ! لتصنع المقال. حرّك خليطك جيّدا لتصبح المقالة كالروح للمقام، يستقمْ لك الخليط مقامة أبطالها أشباح. في المدينة إذن وحدة المكان، لا كوحدة المسارح في القديم ؛ فمسرح الرواية رحيل في معالم المكان والزمان، من المدينة إلى المدينة ومن الزمان إلى الزمان : قديم حالم صادق، ووسيط يقظ غارق، وحديث كاذب واعد مُصبح على زئبق فالت ؛ رحلة راو راحل, منفيّ مُنـْبـَتّ.. تطارده الروائح كالأرواح.