تحدث بوحديبة عن عبد الرحمن بن خلدون قائلا إنه رجل تاريخ واجتماع، إنه رجل عصره والعصور اللاحقة وهو في كلمة عبقري عانق الكونية باقتدار. ويتضمن الكتاب عدة صور لمعالم ومواقع عاش فيها أو زارها ابن خلدون التقطت بالأندلس والجزائر وتونس والمغرب، كما لم يقف مؤلفا الكتاب عند سرد الوقائع والتوقف عند مراحل حيات المفكر العلاّمة بل إنهما استشرفا فكر ابن خلدون وغاصا بأغوار ميزت هذا الفكر. وركز بوحديبة على دراسة شخصية ابن خلدون المفكر والإنسان أيضا، وبرزت صور عالم الاجتماع في مختلف حالاته وانفعالاته وانتصاراته وانكساراته في رحلاته بين المشرق والمغرب، وإن تميز الكتاب بنوع من التعاطف مع ابن خلدون. لكن الكاتب، وهو فيلسوف وعالم اجتماع يرأس مجمع بيت الحكمة الثقافي بتونس، نفى أن يكون هذا التعاطف قد دفعه لتعظيم ابن خلدون معتبرا أنه اجتهد لإنصافه من خلال التركيز على...