تقديم ماجد صالح السامرائي تحول بشعر عصره في مسارات جديدة منها تأسس «مشروع الحداثة العربية»،.... فهو الشاعر الذي جعل من «الأسطورة» معادلاً موضوعياً لواقع عاشه وأدرك معانيه بما لها من أبعاد الوجود، وقد تمثله في بُعدين مكانيين جعل لهما عمقهما الزماني: المدينة ـ التي لم يكن على توافق معها، و«جَيْكور» التي عادَ إليها حاملاً خيبته، وباحثاً فيها عن طفولته وصِباه. وحرصت هذه «المختارات» على أن تكون تمثيلاً لمسار شعري عَرَفَ غير ولادة للشاعر: رؤيا، وتجربة طرقت أبواب الوجود في أقصى مداخله، واضعة للحداثة الشعرية شروطها الفنيّة والموضوعية. فقصيدة السيّاب قالت ما لم يأتِ به شعر، ولا قاله شاعر من قبله...فالسيّاب شاعر كبير جعل لتجربة الحداثة عُلُوّها الذي لم يَقْصُرْ بها عن عُلُوِّ الوجود.»