إذا كانت شهادتي للحبيب الياس عون، الإنسان الطيّب الخلوق، مجروحة جرّاء الزمالة، والصداقة التي غدت نادرة الوجود في هذه الأيام، فإن إعجابي بقلمه المبدع يعفيني من التحفّظات النافلة، ويلزمني بقول الحقيقة وأنا أضع المقدمة لهذا الكتاب الثمين. مَنْ منّا نحن أهل القلم في لبنان، وفي أقطار العرب من المحيط إلى الخليج، لم يؤخَذ بكتاب الياس عون "دفتر العمر" وقد نزل علينا كما تهلّ الديمة على الحقل فترويه بعد جفاف. ذلك الكتاب المشتعل بالحبّ أعادنا إلى الماضي، وذكّرنا بأيام "الهوى والشباب"، وحرّك في أعماقنا مشاعر حميمة دافئة، نستلّها من تراكم الأيام كما يُستَلُّ الجمر من تحت الرماد الكثيف. "دفتر العمر" هو كتاب الحبّ في كل مكان وزمان. إنه السفر البديع الذي يؤرّخ لنا عهود الغرام، ويجعلنا في كل كلمة من كلماته، وفي كل سطر من سطوره، نستعيد حالة جميلة عشناها، أو عشنا...