لو سُئل أي من كبار السن في مقهى سلطان، كيف هي حكايات القلاف بن صالح يجيبك فوراً: "بن صالح يتكلم عن حياته ومهنته وعن جيلنا.".. ويقدر أقرانه معرفته وخبرته في التعامل مع حرفته وأدوات عمله، الفأس، والمثقب وقوسه، والهندازة والمنشار والقدّوم. ويستعين بكل هذه في حكاياته، وحينذاك لا تقتصر وظيفتها على انها أدوات لازمت يديه في سنوات عمله، بل هي مجسات له يتحسس بها حياته وما تعلمه ويعرفه ويتوق إليه. وفي يوم وهو يستعيد تفاصيل عمله قال لإبراهيم: كنت أشترط لصناعة سفينة من نوع الغنجة مثلاً أن يكون البيص. وسأل بلهجة حادة قال: تعرف معنى البيص؟ واردف قائلاً؛ إنه قاعدة السفينة أو عمودها الفقري، وأن تكون مستقيمة وبلا شوائب وهي من أنواع خشب (الساج) أو آخر يدعى (بلاد) ويجلب من اندونيسيا. وقال انه خشب صلب ومتين وله رائحة الغابة. ويضيف بن صالح: عندما يبدأ من الصفر يثبت...