بدأ تكديس الأسلحة في منطقتنا إثر ما عرف بمرحلة التحرر الوطني الذي عادة ما يُستتبع في كثير من دول العالم بالتنمية والتقدم الصناعي والزراعي والاجتماعي، وهذا ما لم تشهده دولنا لوقائع كثيراً ما تلقى تبعاتها على الحرب و"التهديدات التي تتعرض لها الأمة". فهل كانت هذه حقيقة واقعة أم أنها شعارات فارغة، الهدف منها قمع الحركات الشعبية المطالبة بتحقيق إنجازات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والوحدوية مستخدمة الدرع العسكري الذي تكدس بحجة الدفاع عن قضايا الأمة ومصيرها؟ هناك مجموعة من الأسئلة التي طرحها هذا الكتاب. من أين جاءت صفقات الأسلحة؟ ما هي تفاصيل هذه الصفقات؟ من هي الدول المستفيدة منها؟ وما هو مستوى جودتها العسكرية؟ وما هي شروطها؟ هل كانت من الأسلحة الكفيلة بالدفاع عن "قضايا الأمة"؟ أم للدفاع عن السلطات الحاكمة؟ هل هي صفقات من تلك التي انتهت مدتها ولا بد من التخلص منها؟ وهل أرسلتها بعض الدول تضامناً مع قضايا شعوبنا العادلة أم لأهداف ومصالح خاصة بها؟ وهل كانت تبيعنا أسلحة تحجبها عن أعدائنا أم تبيعنا أسلحة دفاعية لتبيع أعداءنا أسلحة هجومية أشد فتكاً منها؟