ذاكرةُ كلّ… أنا!!! سال مدادُكِ سوسن، ثائرًا مدرارًا، في ذاكرتكِ الأنا، روايةً، على موروثاتٍ مجتمعيّة، كم فعلت في الناسِ لا إنسانيّةً على حساب أسمى صفاتِ الله خلقًا: الحبّ. في سردكِ أحداثًا من صميم الواقع، المُعاشُ في يوميّاتِ المرأة الشرقيّة، المعتادة نشوءًا على الرضوخ لذكوريّةٍ انطبعت في مبادئَ بائدة، تلوّنتْ طائفيّةً وتقاليدَ… وضعتِ الإصبعَ على مجتمعٍ مريض، يعاني التخلّفَ ويفخر به… مجتمعٌ يدوس الضعيف ليظهرَ قويًّا… بئسَ الجهل!!! سوسن الرمّاح… تعاليتِ على جراحٍ منتصرةً، تجلّيتِ في روايتِكِ لكِ الغلبة في الخواتيم المرجوّة، كأنْ تهتفين: لا يصحّ إلاّ الصحيح!! روايةٌ تُقرأ بشغفٍ، تنقلكَ إلى عالمٍ يدور حولكَ، كم يبدو في طبيعته البرّاقة بعيدًا عن كلّ غرابة، لكنّه يحمل في معاريجه ترّهات ومتاهات، أضاعتْ أعمارًا وزهقتْ أحلامًا… كان للمؤلّفة عميقُ انكشافها، بل معاينتها ومعايشتها احتكاكًا وتواصلاً… تباركتِ سوسن، روايتُكِ أيقونةُ مشهديّةٍ ضوئيّة، وجّهتْ إلى دلالاتٍ ليس يدركها إلاّ المعانون، هؤلاء المدركون الخفايا، يتفلّتون!!! الدكتور عماد فغالي