…كيف استطعت أن تفتح الشبابيك وتهرب يا هشام؟ كيف تجرأت أن تهرب؟ أأغرتك الشجرة المرسومة إلى جانب البيت بتسلق أغصانها، أم نادتك الشمس الباسمة في أعلى الصفحة لتقفز وتشدّها من شعرها المنكوش؟ لماذا لم تبق داخل المنزل الدافىء وتبقني معك إلى الأبد، ومن سيشغل ذلك الدُّرجَ السحريّ بعد الآن…؟ من سيسلّي الطفلة التي اختبأت خلف الشجرة نفسها كي لا تكبر أبداً؟ كأنك بتمزيق الورقة الملوّنة ذات البيت والشمس المنكوشة الشعر والشجرة والطفلة المختبئة خلفها قد مزّقت ورقة وجودي في الحياة، ومزّقت هويتي الأصليّة، فلم يعد لي لا انتماء ولا أصلٌ ولا مسقط روحٍ أطير إليها كلّما جرّحتني مخالب الزمن… مريم شمص، كاتبة ومحامية لبنانية. صدر لها: ذات أرق (شعر)، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2014.