الإرهاب باعتباره ظاهرة إجرامية أو سلوكاً منحرفاً عن قواعد السلوك الاجتماعي السائدة في المجتمع، وذلك تأسيساً على أن السلوك الإجرامي ليس مجرد واقعة يجرمها القانون فحسب، ولكنه سلوك يصدر من إنسان يعيش في بيئة معينة ووسط مجتمع معين، ومن ثم فهو سلوك اجتماعي منحرف، لذلك فإن دراسة أسباب الإرهاب ودوافعه تعطي التفسير لهذه الظاهرة وبالتالي، فإن هذا التفسير ينطبق عليه ما يقال عن تفسير الظاهرة الإجرامية بصفة عامة، حيث إن الجريمة ترجع إلى، بل تنبع من مصادر عديدة متنوعة ومتشابكة ومعقدة. والإرهاب لا يقتصر على دولة دون أخرى أو على منطقة معينة دون غيرها، بل إنه يضرب في كل مكان، ويستخدم الأسلحة الممكنة كافة، مستفيداً إلى حد كبير من التقدم العلمي في مجال التقنية والاتصالات. وظاهرة الإرهاب ليست فكرة ذات طبيعة قانونية فقط[1]، وإنما هو واقع سياسي واجتماعي في كثير...