عندما أردت أن أتخذ موضوعاً لأطروحتي "وحدة الوجود عند ابن وعبد الغني النابلسي" قرأت الفتوحات المكية لابن عربي وفصوص الحكم بالإضافة إلى غيرها من كتب ابن عربي المذكورة في فهرس المراجع من هذه الأطروحة. وقرأت الشروحات على فصوص الحكم، فوجدت أن أفضل هذه الشروحات هو شرح عبد الغني النابلسي. صحيح أن حيدر آملي قد توسّع في شرح فصوص الحكم أكثر مما توسع بقية الشرّاح، إلا أن شرحه كان شرحاً عقلانياً، ليس عليه أية مسحة من الصوفية. خلافاً للنابلسي الذي شرحه شرحاً صوفياً وعقلانياً في الوقت نفسه… لقد أردت أن أثبت أمرين: الأمر الأول هو أن النابلسي شرح أفكار ابن عربي وبيّن أغراضه ومراميه. والأمر الثاني هو أن ابن عربي والنابلسي وحّدا الوجود عن طريق العقل وقد بدأت الباب الأول من أطروحتي بالكلام على المنهج العقلي لأحدد دور العقل في حصولهما على المعرفة وفي توحيد الوجود،...