بهذه النصوص سأحترِقُ راضيـاً، قنوعـاً! هـي سِفْرُ تَسَلُّلي، ستاً من العُمـرِ (1983-1988)، إلـى وطنـي، ومنـه… وما استدعاه من تداعيـاتٍ وتهويماتٍ.. تقتربُ أحياناً من أجواء كافكا، حين يكون المرءُ مُطارداً، وسطَ تِيهٍ… لمّا يكون ضعيفاً، معزولاً، تحت رحمة المجهول.. خُلوَاً إلاَ من غريزة النجاة.. حيثُ تنحلُّ كل “القيود” المُقرِّرَة لسلوكه فيبقى عارياً يتامَّلُ نفسه من “الخارج”، مثلما فعلَ بطلُ سومرست موم في قصته “المستنقع”، حينَ يسترجعُ أحداثاً من زوايا ماضيه.. هي بالتالي ليست كتابةً نادمة على ما فات، بل نَصوصاً مفتوحة، صَبَبْتُ فيها شيئاً من نزيف الروح… عُصارة ما جَنيتُه من خِبرةٍ حياتية متواضعةٍ.. أصبتُ فيها حيناً، وأَخطأتُ أحياناً… إنها كتابةٌ أدبيةٌ، فيها هَمسٌ وبَوْحٌ موجوعٌ، حتى وهي تصرخُ أحياناً..! نصوصٌ مُؤثَّثة بلغةٍ غير مُستهلكة، لا علاقة...