…ودق جرس البيت عند الظهيرة، كأنه عويل من خلف الحجب السوداء، فسارت بخطى مترددة، وبدن يرتعش، ورغبة قاهرة في البكاء، كأنها تستعيد لحظات خالية مرعبة، وأطياف أشباح ستنقض عليها… إن ضوء الغرفة شاحب، والصمت مريب، وفوق الطاولة أوراق مبعثرة، وملعقة سقطت على الأرض توسوس لها. كل ما حولها يصرخ في أذنيها، يثير مكامنها، يدفعها نحو الهاوية… وكأن الباب يقترب منها، وهي جامدة لا يمكنها الحراك، والجدران تتحرك، تدور من حولها، والغرفة تدور، ورأسها يدور، والأصوات ترتفع أكثر، تصمُّ أذنيها، تشلُّ حواسها، ترسلها إلى عالم آخر… حيدر عبدالله شومان، لبناني ـ جويا، قضاء صور. ـ ليسانس علوم إسلامية. ـ ماجستير فلسفة. صدر له: الإسلام والعلمانية في البلاد العربية، دار الفارابي، 2012. على قارعة السعادة، (مجموعة قصصية)، دار الفارابي، 2012.