ثورة في “بلاد الشمس” يقود “المتمرِّد” ورفاقه ثورة بيضاء ضد “الزعيم”، الطاغية الفاسد. يردّ عليها الأخير بالعنف والقتل، بكل ما أوتي من ألوان الاستبداد: بالأسود، وبالأحمر. رواية “رياح الشمس وممالك الرماد” قصّة تحرّر وطن وشعب، حيث تقوم إلهة الحرية بطقسها الأسمى: طقس الدم. “رياح الشمس” رياح نار، في عصفها تغدو الأجساد المقصوفة بذور ثورة تحت التراب. رياحٌ تحمل هَطْلاً من نوع آخر، هَطْلاً أحمر؛ في حَمْله تستحيل قطرات الدم حِمم بركان مُخصِبة، فتزهر اقحواناً. “لا، لم تَمُتْ: نفوسٌ شهباء، من هَطْل الشُهُب؛ إله الحزن أكسبها لمعان القمر، فما أبهاها في جبّة الضوء!”، يقول المؤلف. في رواية “رياح الشمس وممالك الرماد” نداء الوعي والحرية، فيها يضع الأديب دريد عوده، على هدي فلسفة اللاعنف عند غاندي، فلسفة الثورة البيضاء: ثورة في الوعي، في أزقّة الرؤوس وميادين النفوس قبل ثورة الأزقّة والميادين. فالثورات، يقول المؤلف، تختمر في لاوعي الأزمنة، لكنها تتفجّر في لحظة وعي: أخاف يا رفيقي أن تلتهم الثورة أبناءها، أن تلتهمنا، إذا ما اعتادت أضراسُها الدم.