تعد الكتـابة عن تـاريخ يهود لبنـان من الدراسات الشـائكة التي يكتنفهـا الكثير من الغموض والالتبـاس والتعقيد، وتحتـاج إلى مثـابرة وصبر، إذ أن تـاريخ يهود لبنـان ظلَّ ولمدة طويلة حبيس الآراء التقليدية المتوارثة من النصوص التوراتية، حيث دعـا بعض المؤرخين والمفكرين إلى ترك الاعتمـاد على الروايات التوراتية، منهم تومـاس ل. تومسون في كتـابه تـاريخ بني إسرائيل.يتضمن الكتـاب تحليلاً موسعـاً يركز على تـاريخ يهود لبنـان، إذ يبدأ بتنـاول لبنـان عبرَّ العصور المختلفة، منتقلاً لجذور الطـائفة اليهودية في البلاد، وواقع لبنـان الاقتصـادي والثقـافي والاجتمـاعي والتعليمي، ليوضح بعدهـا دور المنظمـات الصهيونية في الهجرة إلى البلاد والعلاقة بين أحداث حزيران 1967 والطائفة اليهودية اللبنـانية، من ثم يقدم تصوراً عن أحوال يهود لبنـان في الوقت الحـاضر، مختتمـاً بحوثه بتسليطه الضوء على العبـادات والمعـاملات للطـائفة اليهودية اللبنـانية.