كم هو مهذّب نادل ذلك المطعم الذي أرتاده أسبوعيّاً منذ ثلاث سنوات لتناول طعام العشاء، فمنذ تزوّجت وذلك هو مطعمنا المفضّل أنا وزوجتي. ما إن يرانا النادل مقبلين حتّى يقودنا إلى طاولتنا المفضّلة، يسحب الكرسيّ المقابل لي كي تجلس عليه زوجتي، ونجلس معاً، هي وأنا، نتحدّث ونحلم بالغد، بالمستقبل. حتّى بعد مرور سنتين على وفاة زوجتي المفاجئ، لا يزال ذلك المخلص يصرّ على تجهيز الطاولة نفسها لشخصين، ويسحب الكرسيّ المقابل لي وأنا أجلس.