تبدو مدينة الدار البيضاء، ذات صيف، عادية بصخبها وزحامها وقيظها. يذرع أمين الكوهن، فتى ذو توجُّه يساري من براعم حركة «20 فبراير»، شوارعها في اتِّجاه مقرِّ الجريدة ذات التوجُّه الإسلامي التي يشتغل بها. ما يلبث السرد أن يهتزَّ من خلال قصَّة بنيس، شخصية مُسنَّة وعلى اطِّلاع، حيث أُصيب بحادثة سير، أَفقدتْهُ الذاكرة، ودفعتْهُ إلى اختلاط الأزمنة. بنيس كان شاهداً على التحوُّلات الكبرى التي جرت على العالم العربي، بأحلامه وجراحه واهتزازاته. وهنا مُعبِّراً عن حالة فقدان الذاكرة وتداخل الأزمنة التي مسَّت العالم العربي. في غمرة انشغال أمين، الموتشو - وهو اللقب الذي أطلقه عليه بنيس - بالحادثة التي أصابت صديقه العجوز، تستغني الجريدة عنه. كانت دخلت مرحلة التسويات والواقعية. ولا يبقى للموتشو إلَّا أن يُكبُّ على الجسد...