بينما أجرُّ حقيبة وأنا أشعر بأنّ نفسي ثقيلة بلا حدّ، كنت أسترجع مشاهد حياتي في مصر، وأنا أطرح على نفسي سؤالاً واحدًا: لماذا تقسو مصر على أبنائها رغم ذوبانهم في ترابها ومحبّتهم لها حدّ العشق؟إنّ إحباطي الكامل ليس إلّا تفصيلةً صغيرة تشكّل مأساة جيل كامل من شباب هذا البلد الذي تعلّم وكبر وهو يرسم الأحلام للمشاركة في حركة بلده ونهضتها. وحين كبر واشتدّ عوده ليأخذ مكانه لم يجد نهضة ولا بلدً اتذكّرتُ بيتًا لمحمود درويش: «بلدٌ كلا بلدِ»