في هذا الكتابِ تجسيدٌ مثالي لسحرِ المسرح في ذات المُمثِّل ودورهِ الكامل على الركح، ووحدهُ المُمثِّل يستطيعُ إنقاذ المسرح، كلَّما تحلَّى بنكران الذات. بهذه الجدلية تُقرأ المسرحيات الأربع التي ضمَّها الكتاب؛ ففي «حُبُوس» تتجلى عبقرية الكاتبُ في افتراض: ماذا لو كان الناسُ يُسجَنون في أجساد أشخاص آخرين؟ ولنمضي مع الكاتب في متوالية من السجون والمساجين، كمحاولة لقراءة تجربة الألم الإنسانية. في مونودراما «الفادح» يقعُ رجلٌ عاديٌّ ضحية تناقضات داخلية أيضاً، فهو شديد الوعي والتركيز تارةً، وغارق في التشتُّت والهذيان تارةً أخرى. أمَّا في «بُنّ» فننصتُ لأحزان وخيبات نادل مقهى في مونودراما تتبعها أخرى بعنوان «نوستالجيا» عن رجل عربيٍّ ينجو من الضياع...