في هذا الكتاب يربط الكاتب بين ظروف نشوء الدولة اللبنانية مستفيداً من دراسات تاريخية للظروف التي حكمت تشكل المجتمع في ما يُسمى اليوم الكيان السياسي اللبناني. هذا المجتمع الذي تدرّج اندماجه المحدود على امتداد قرون، مثله مثل مجتمعات مشابهة، في نطاق الإمبراطورية العثمانية وتشريعاتها الإسلامية لنظام الاقتصاد الريعي القائم على ملكية الدولة للأرض التي يتعاقب على جمع ريوعها لصالح الدولة «مقاطعجيون» لا يتملكونها. وذلك بخلاف مفهوم ودور الإقطاع المتملّك للأرض وما عليها في التشريع الروماني للإمبراطورية البيزنطية. لقد رعى هذا النظام العثماني الريعي على امتداد قرون تركيزاً محدوداً لقدرات ولاياته وقطاعاته التي شكلت جزءاً من رساميل الدولة (الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدفاعية أو العسكرية). وهي رساميل تراكمت وتركزت في ما يُمكن ان يُسمى بـ«الرأسمال الاعتباري...