الموجة الدينية التي تصاعدت مع ثورة إيران أثارت كثيراً من الالتباسات على غير صعيد وسببت بلبلة لدى هذا الفريق وذاك من المثقفين أدت إلى المزايدة على قناعاتهم العلمية وطروحاتهم العصرية التي تبلورت في صميم العصر الحديث وإنجازاته الفكرية الكبيرة. وقد فرض هذا الوضع على الكتّاب المتسلحين بالوعي العلمي أن يتصدوا لمعالجة الوجوه المختلفة ذات العلاقة بالثورة الإيرانية ومضاعفاتها على الصعيدين الفكري والسياسي ومناقشة أطروحات السلفية الجديدة التي تناغمت مع أطروحات القيادة الإيرانية أو زايدت عليها… وكتاب “المادية والفكر الديني المعاصر” يمثّل خلاصة تجربة سجالية خاضها المؤلف مع الحركة الإسلامية في إيران والعراق، وخرج منها بنتائج هامة حول أفكار الجماعات المختلفة في هذه الحركة من خلال تحليل موضوعي تميز بدقة الفرز والتشخيص لاتجاهاتها المختلفة مأخوذ من نصوصها الأصلية. إن الكتاب يوفّر أداة هامة ومفيدة لمواجهة السلفية وتحديد الموقف الصائب منها مما لا يستغني عنه المناضلون على هذه الجبهة الملتهبة.