بمواجهة الواقعة القَبَليّة، يجدُ الأنثروبولوجيون وسواهم من الاختصاصيين في العلوم الاجتماعية أنفسهم، مجدداً، منقسمين عندما يتعين عليهم تأويل هذه الظاهرة السوسيولوجية وأهميّتها التاريخية. فاعتبر أغلبُهم أن المفتاح لفهم اشتغال المجتمعات القبلية ربّما كان يقوم، إلى حد كبير، على لعبة علاقات القُربى المتسلسلة، وكذلك على علاقات المصاهرة أو التحالف. وعليه، ربَما كان «أساس» هذه المجتمعات القرابة أو، بحسب عبارة ابتكرتها الأنثروبولوجيا الأنجلو-أميركية، (kin-based societies). ففي هذا الكتيب سوف نرى أن المواربات التي تستند إلى التاريخ والأنثروبولوجيا لن تبعدنا عن الحاضر، بل تجعلنا نكتنه طبيعته وكثافته بكيفيّة أفضل.