...وللبول الكولونيل قصة رائعة أروع من كل القصص. جاء الولد وامتلأت الدار بالزغاريد والشموع وملبّس الأفراح وتفريق العملة على الأطفال والفقراء وشيوخ الموالد والزبالين والمسحرين وصبية الفران والكواء ورؤوس المارة في الشارع... وارتفع حمد كالصهيل فانفتحت السماء عن ذكر الولد. و في الصباح, و الدار ما زتلت مخدرة برائحة الشمع و عطر الملبس و البخور, اجتمعت البنات حول القابلة و هي تفتح اللفة عن سر الفرح. و كانت قطعة لحم معجونة برضوض زرقاء و حمراء و رأس ممزوج الشعر منتفخ الملامح. و وقفنا نتدافع حتى نرى و نفهم التفسير فكانت زبيبة. عابثتها القابلة و أطلقت زغرودة فصاحت قطعة اللحم وأطلقت نافورة ماء النشاب. و هللت القابلة ((كولونيا يا بنات الكولونيا)). و فتحنا أكفنا الصغيرة نتلقى الكولونيا و نمسح بها الرؤوس و الجباه و العيون حتى دمعت.