في "منطلق تاريخ لبنان"، يتناول المؤرّخ المخضرم كمال الصليبي مختلف العوامل المحلية والإقليمية والخارجية التي أدّت إلى ظهور الكيان اللبناني بحدوده الحالية، ناقلًا بذلك صورة لبنان التاريخية من نطاق الأسطورة التي لا تحظى بإجماعٍ وطني، إلى نطاق الحقيقة العلمية المستنِدة إلى الوقائع التاريخية الموضوعية. في سياق رصده لتلك العوامل، يعالج الكاتب أوضاع الجبل اللبناني وجواره في فترة "العصور الوسطى"، أي منذ ظهور الإسلام حتّى زوال دولة المماليك في بلاد الشام ومصر على أثر الفتح العثماني في أوائل القرن السادس عشر. قرونٌ ستة تُعتبَر "أكثر الفترات غموضًا في تاريخ لبنان، بسبب ضآلة المعلومات الثابتة المتوفرة عنها، ما جعل أصحاب الخيال ينسجون حولها من القصص ما لا يمتّ إلى الواقع بصلة".