هذه رواية غنيَّة في عناصرها الواقعيَّة، غرائبيَّة في تهويماتها التخييليَّة، جميلة بلغتها المتدفِّقة، المُكتنزَة للاستعارات والإحالات، الطامحة إلى الإمساكِ بالكينونة المتأرجحة بين الطابَع البشري والظلال الخرافية ... القارئ لن يفلتَ من سِحْرها قبل أن يستوعب دلالاتها ورموزَها التي تستوحي مشاهِدَ الطفولة الملتحمة بتاريخ المغرب قُبَيْلَ الاستقلال ثمَّ بعدهُ، كما سيتوقَّفُ عند شخصيَّتَيْ إدريس الذي لَقَّبَ نفسه بـ «صاحب السُّمُوِّ»؛ وسعاد التي درستْ الأدب الإنجليزي، وواجهتْ تجربة تحقيق الذات، من خلال علاقة غرامية مُلتبَسَة مع إدريس المفتون بتاريخ روسيا وأبطال ثورتها وروايات كُتَّابِها وسيمفونيات مُوسيقيِّيها ... وفي الخلفيَّة وعَبْر الأحداث ينتصبُ مكتبُ «أرشيف الدولة»؛...