وها هو الآن يسير في طريق يشهد معالم جريمته، يشهد حقيقة فعلته، والمطر قاس، والبرد أكثر قساوة، وجسده يحتضن الآلام، ينتقم من نفسه التي عانقت الشر، فعانت وعانى كل ما حولها، ولم يبق من ليل الحقيقة سوى طيف البندقية تحت التراب يصم أذنيه بهتافات الجريمة… وتمشي خطواته إلى بيت حبيبته الذي غاب في حضن الظلام، إلا من خيالات خاطفة يرسمها البرق لمحات، إلا من كوابيس مرعبة تحكيها النفس صراعات… إن بدنه يرتجف وأسنانه تصطك بقوة… وبدأت خطواته تكبر وتكبر، وأخذ يركض سريعاً سريعاً، نحو هدف واحد، وأمل واحد، كأنه الحياة كلها، كأنه المصير.