الكذبة الكبرى التي تعيشها الشعوب العربية هي الكذبة التي تروجها بعض الحكومات العربية بأن السنَّة والشيعة في حالة حرب، وأنَّ طائفة تخاف من أخرى، وهكذا تقوقعنا في زاوية ضيّقة، وتجمّدت الأحلام والأفكار وأصبحنا أصناماً مسيّرة. نلوم كل العالم على ما أصابنا من حروب إقليمية ومجاعة وانتشار الفقر والأميّة والأمراض، ولكن الشعوب العربية يجب أن تلوم حكامها على ما آلت إليه أوضاعنا المخزية. الشعوب تحت قمع العسكر لا تستطيع أن تفكر وتتخذ القرار، والذي لا يستطيع اتخاذ القرار هو السجين، لأنه منهوب من حقوقه الإنسانية، واتخاذ القرار هو أحد الشروط المهمة لأي إنسان حر. نحن لا نستطيع اتخاذ القرار إن كان حاكماً أو محكوماً، فكيف نستطيع مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية؟ مواجهة التحديات تتطلب حكومة قوية تأخذ شرعيتها من قوة شعبها وكرامته. السؤال هو كيف للشعب العربي أن ينهض وأن ينفض عنه غبار الذل والخضوع والهزيمة، وأن يلبس ثوب العزة والكرامة وأن يفخر بنفسه ويتطلع إلى مستقبل يجعله يقف في مصاف الشعوب الحية والحرّة؟