كان هذا الديوان فاتحَة الشعر العربي الحديث مثلما كان «الغربال» فاتحَة النقد الأدبي الحَديث. كلاهما شقَّ في ميدان دروب التجديد في إبداع الأدب ودراسته. إنّ قصائد همس الجفون أناشيد تأمّل عميق ومعاناة إنسانية ترقى إلى مستوى الكشف الرؤيويّ في أبعاد الحياة الفرديّة والاجتماعيّة والكونيّة، فضلًا عن شفافيّتها التعبيريّة وأسلوبيّتها الجماليّة الرائعة. لقد كان ميخائيل نعيمه رائدًا في كلّ ما أبدعت ريشته وشاعرًا مرهفًا في كلّ ما كتب وما قال. إنّه يعطي بلا حِساب. وحسْب الناس أن تأخذ منه، إذا كان من الناس من يحسن الأخذ.