من بيته في هامبورغ، يزور بطرس المعري دمشق كل يوم، يمشي في حاراتها، ويحاورها ويحزن معها على كل الضحايا دون تمييز؛ فالأرض ليست معنية بتصنيفات البشر، كما يرى، ويُساهرها، ويُحاور المقيمين من أهلها، يعيش خوفهم اليومي، ويوثقه رسوماً وقصص تاريخ وفن وجمال في تجربة نوعية ونادرة حافلة بالوعود: نوعيتها وندرتها في هذا التكامل القلق بين نصوص الرسوم ورسوم النصوص؛ فيكون العمل متعة للنظر والعقل معاً.... إن بساطة لوحات الكتاب عمق عميق، لا يكشف أبعاده لنزعة الاستهلاك السريع، وحساسية نصوص الكتاب مراوغات وظلال وإيماءات، ودعوات ونداءات تقول ما يُقال وما لا يُقال، وتترك القول مفتوحاً إلى ما يمكن أن يُقال ... مزج رهيف بين المجاز والواقع، وبين الحقيقي والحلم وبين التقنية العابرة والمطلق المقيم.