يخلق أمارجي عوالمه الشعرية من ذاته الباحثة عن الفرادة في أصل كلّ الأشياء، ولعلّ الفرادة التي استطاع أن يحوزها دون غيره هي المقاربة بين فلسفة الشعر وفلسفة الطّبيعة اللّتين لم ولن تلتقيا أبداً في كتابة شاعر آخر كما التقتا في ديوانه «فيلولوجيا الأزهار». لقد خلق للأزهار موطناً من ورق، ولم يكتف بذلك بل راح يشرّح الزهرة تلو الزهرة كاشفاً عن تمظهرات أخرى لها، أبعد من تلك التي يمكن أن يراها أيّ واحد منّا، ومع ذلك لا يمكننا إلَّا أن نصدّق تلك التمظهرات. يتساءل: «كم شاعراً انتبه إلى الجمال/ في زهرة الأقصليس المبرقش؟».
سارة سليم