إلى فترة قريبة كنت أظن أن حياة الواحد منا تسير على خط معاكس لماضيه، وكلما تقدم به الزمن تأكد من استحالة عودة هذا الماضي مرة أخرى، وكنت أتخيل هذه المسألة على النحو التالي: حاضر حياتنا هو قطار نركبه، وماضينا تلك المشاهد والشخصيات التي تتوارى بمجرد اندفاع قطارنا من جانبها، ومن فوق مقاعدنا يكون كل شئ مندفعا، الماضي للخلف والنسيان، والحاضر للماضي، وحياتنا لنهايتها المحتومة، ولكن تكرار معارك هذا البيت جعلني أشك في ذلك، بل وأتأكد عن قرب من امكانية عودة الماضي، ومن أن حياة الواحد ما هي إلا مجموعة من المشاهد المكررة