الكتابة عن هذا الشاعر محفوفة بالأذى واللذة في آن واحد، فهو شاعر غامض متشابك كغابة، مزدحم بحشود دامية وكهنة قساة، ومريدين متطرفين على استعداد تام لأن يتبعوه إلى الجنة المرفوضة أو الجحيم المختوم. هو يحطم النسق التقليدي للحكاية، ويعيد تركيبها بأشكال مفخخة بالرموز الشعرية لكنها ليست كذلك تماما، إنها لا تبحث عن حلول، إنها تفسد متى ذهبت إليها بآلة المنطق، يكفيك منها الدهشة والدهشة فحسب. إنه شاعر كادح يجترح كلماته من الصخر والهواء الثقيل السام والمذابح اليومية والحروب التي تسكن تفاصيل الحياة كلها. إنها صرخات احتجاج ضد سبي الإنسان ومحاولات هذا العالم لتدجينه. وهو يرفع صوته ضد كل القتلة في التاريخ الإنساني.
عمر زيادة