في عالم محتقن ومتوتر تؤجج فيه مقولة «صدام الحضارات» الصراع وتذكي الأحقاد، انبرى تزفيتان تودوروف لتفكيك الخطاب الذي يجنح إلى التبسيط والاختزال مشيراً بأصابع الاتهام إلى الآخر الأجنبي على أنه مصدر الخطر، خصوصاً إذا كان هذا الآخر مسلماً. إن كتاب تزفيتان تودوروف الموسوم بـ «الخوف من البرابرة: ما وراء صدام الحضارات» هو دفاع إنساني لبناء جسور الحوار بين الحضارات، ونسف لأطروحة الصدام التي روج لها صامويل هنتنغتون بهدف إشعال فتيل الحرب بين الغرب والشرق. تودوروف هو الصوت الحريص على دحض مقولة «صدام الحضارات» وتجاوزها من خلال ضرورة فتح النقاش من جديد للبحث عن نموذج فكري يضمن تنوع الخصائص الثقافية، ضمن نزعة كونية تتيح إمكانية الانتماء الرحب، دون صدم المشاعر لأجل أن تتخلص البشرية من آفات...