لا يقترح هذا الكتاب إلَّا مساراً من بين مسارات عدة، بغية العثور على تراث مُهمَل. وتجري أحداثه بتسلسل زمني من اثنَي عشر فصلاً، منذُ بدايات عصرنا وحتَّى أيَّامنا هذه. ويلتقي شخصيَّاتٍ، نظنُّ أننا نألفها مثل: القدِّيس بُولُص، صلاح الدِّين (الأيُّوبيّ) أو عبد القادر (الجزائريّ)، ويكشف، حَتْماً، شخصيَّات أخرى، من "طريق دمشق" حتَّى "الشرق المعقَّد". سورية رغم الاضطهادات التي طبعتْها، تظهر بذلك كملاذ للأقلِّيَّات، بل حتَّى لدرجة توفير ملجأ للناجين من أولى مذابح القرن العشرين، مذبحة الأرمن.
في كلِّ مرَّة بحثتُ بطيب خاطر عن التوافق بين الأزمنة. لا يتعلَّق الأمر بلعبة فكرية وَهْمِيَّة بعض الشيء، بل هو سؤال مفتوح عن هذه التوازيات التي يمكن أن تُضيء حاضرنا. كذا نُبصر الخليفة الأُمويَّ...