يعتمد تحليلي أساساً على تجربتي الشَّخصيَّة في الصراعات والحروب. شاهدتُ بأُمِّ عينَيّ خلال السنوات الخمس التي عشتُها كمسؤول برلماني أوروبي في القاهرة بعد ثورة 2011، كيف يمكن للمجتمعات أن تتغيَّر بسرعة كبيرة، وعلى نحو يتناقض مع جميع الإحصاءات. عرفتُ في ميدان التحرير أن التفاؤل والاتِّحاد يمكن أن يتحوَّلا إلى كراهية واستقطاب بين عشية وضحاها. شهدتُ في طرابلس انهيار المجتمع اللِّيبيِّ وانحداره نحو الحرب الأهلية. تمكَّنتُ من أن أشمَّ رائحة صعود تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية على أنقاض المُدُن البائسة التي يقتلها اليأس، بعد دخولي بواسطة المهرِّبين إلى شمال سوريا في عام 2013.
قبل أن أقضي رَدْحَاً من الزمن في الشرق الأوسط، ومن خلال عملي كمستشار لرئيس الوزراء البلجيكي، وبعد...