يعمد ميخائيل نعيمه، في هذه المجموعة من المقالات والمحاضرات والإذاعيّات الثلاث والثلاثين، إلى تبيان ما يخالط قيَمنا في هذا العصر الذي درجنا على تسميته «عصر النور»، من زيف يحيل النور فيها إلى دَيجور، معتمدًا في ذلك فكرًا تحليليًّا ثاقبًا، وخبرة ثقافيّة غنيّة، وخيالًا شموليًّا رائيًا، وأسلوبًا يجمع بين منتهى البساطة والواقعيّة، ومنتهى التسامي من جهة أخرى، تدرّجًا من الحسّي الزمنيّ إلى عالم المطلقات. إن يكن الإنسان، على غير ما هي سائر الكائنات الحيّة، حقل نزاع في الطريق إلى الأمثل، بين أشواق تشدّ به إلى أعلى ونزعات تهوي به إلى أسفل، فإنّ في عصر النور هذا كما يتناوله قلم نعيمه، الكثير من الزيف الذي يتحوّل بالدَّيجور فينا إلى نور والنور إلى دَيجور.