يستهلُّ الشاعر كتابهُ بإهداء إلى الشاعر الألماني "غوته" صاحب كتاب "الديوان الشرقي للمؤلّف الغربي"، قبل أن تطالعنا عبارة "اغترب تتجدّد" لأبي تمّام كعتبة أولى تعكسُ ما سيُمسي الخطوة التي لن ننساها ونحن نعيش التجربة بطريقة معكوسة. فإن كان تركيز غوته على ثقافة الشرق وتراثه ومرجعياته الروحية في كتابه، فإن ديوان عبد الزهرة زكي ينشغل برؤية وتأمل وقائع الحياة اليومية في المدن الغربية، أي ما يقابل ثنائية "شرق - غرب" من موقع آخر وفي زمنين مختلفين، بين ماضٍ بعيد وحاضر ينحاز للتفاصيل التي قد تغيب عن السكان الأصليين لتلك المدن ولكنْ؛ لن تغفلها عين الغريب.
ولنا في كلِّ قصيدةٍ تفصيلٌ يتكئ على خفّة في السّرد والتقاطٍ لمشاهد عابرة يكثِّفها الشاعر...