تتكثَّف اللحظة الشعرية في قصائد عاطف عبد العزيز الجديدة، حتى تغدو شيئاً من الغبار الخفيف النائم على زجاجة عطرٍ شاردة، كتفصيل صغير، تُرافقه تفاصيلُ أخرى، يلتقطها الشاعر أو بالأحرى يمضي بها بعيداً في الكتابة عن عاداته اليومية في مدينة القاهرة، عن حياته الخاصة، والتي يُقلِّبُها كصفحات ألبومِ صورٍ تتوالدُ منه الذكرياتُ والمشاعر المتناقضة والمشاهدُ والصُّدف، كمَن يصنعُ حياةً متخيَّلة، ثمَّ ينغمسُ فيها كواقعٍ بديل.
يتكوَّن الكتاب من عشرين قصيدة، متبوعةً في آخره بنصٍّ بعنوان "سأم القاهرة" في تقاطع مع عنوان كتاب شارل بودلير "سأم باريس"، وهنا سنقفُ على هامشٍ آخر للهامشِ الذي يصنعُ عوالم عاطف عبد العزيز، بما يؤثثها بصرياً وما يتناسل منها أسئلة تتفاقم كظلال...