يأتي هذا الكتاب، أغلبه، في قالب يوميات. إما تتسلسل زمنياً، أو تتباعد، وطوراً تأتي سياقاً مثل سكة حديد يمرُّ فيها قطار الحياة بعرباته، داخل كلِّ عربة مسافرون، يقرؤون ويحلمون ويحكون. إن الحكي عماد هذا التأليف، بقدر ما يدور على محور الفصول، تراها عيونٌ، وتحسُّ بها ذات.
سيجدُ القارئ الجوّال بغيته هنا، إذ الإقامة في باريس عنوانٌ كبيرٌ تنضوي بداخله عناوين متفرِّدة، لأعلام ومعالم وأزمنة، ثلاثتها مرصودة، محكية وموصوفة من بؤرة ذات، هي جزء من سيرة المديني. بلا أقنعة، إنَّما بأضعاف هويات، في قلبها هوية باريسية، فباريس الكاتب التي يعيش فيها وجغرافيته وناسه ورؤيته وإحساسه بها، ولسواه ما يحب، وإلاَّ كيف يمكن أن توصف مدينة بأنها تختصر العالم Ville-monde. لذا تمثل الكتابة من عاصمة...