في سنتين قاسيتَين وأليمتَين من سنيِّ حياته (1955-1957)، وضعَ لامبيدوزا إلى جانب الفصول الثَّمانية من «الفهد» ثلاثَ قصصٍ وسيرةً ذاتيَّة. في الآونة الأخيرة، وبعد اكتشاف بعض المخطوطات الأصليَّة، أمكنَ إخضاعُ النُّصوص لعمليَّة تحقيقٍ فيلولوجيٍّ صارمة، فاكتسب بعضها، وخاصَّةً «ذكريات الطُّفولة»، بناءً متماسكاً لم يكن له من قبل. يُفتَتَحُ كتاب «القصص» بذكريات الطُّفولة التي كُتِبَتْ في صيف عام 1955، وتتبعُها قصَّةُ «الفرح والنَّاموس»، وهي قصَّةٌ رمزيَّةٌ تتَّسم بأسلوبٍ وبناءٍ مثاليَّين. ولكنَّ القصَّة الأكثر شهرةً في المجموعة هي «السِّيَرانة» التي كُتِبَتْ بعد رحلةٍ على طول السَّاحل الجنوبيِّ لصِقِلِّية. في قلب هذه القصَّة، في...