هذا الوجود المتجسد الذي يسميه الفلاسفة الوجوديون (الوجود في العالم ) هو مضمون فكر الجسم في الفلسفة الوجودية. ان الفلاسفة الوجوديين الذين تناولوا فكرة الجسم قد عملوا على رفض التصورات التقليدية التي تبدأ من الجسم ، كشيء موضوعي له قوانينه الخاصة وقد مضت الفلسفة الوجودية متقدمة من الجسم الى الجسد . وقد اتخذت في هذا التقدم وجهة مادية بدنية عند سارتر وروحية دينية عند مارسيل وإستمولوجية وجودية عند ميرلو بونتي. على أن الميزة الهامة لهذا التقدم هي أنه قد أوجد المجال الذي يمكن ان تلتقي فيه عقدة التجربة الشخصية مع الحل الوجودي لهذه العقدة ، وهي تجيب عن التجربة الشخصية بغير تعارض مع العقل وبغير تعارض مع الدين . فالتحرر من التصورية والحسية هو في الوقت ذاته رجوع الى موقف العقل العام وارتداد الى الواقع المباشر على نحو ما تمثل في صميم الخبرة المعاشة . وليس...