أكتب لكِ الآن يا مريم لأني وجدت نفسي مرفوضًا وغير مقبول من الآخرين. لا أحد يلتفت إليّ. أنا غير مرئي في العالم. أنظر إلى الآخرين وهم يمرون أمامي وعلى جانبي ولكن لا أحد يعيرني أي اهتمام. أنا لا أبحث عن المكانة يا مريم. لا أبحث عن أهمية. أنا أبحث عني. أنا لا أجدني في العالم. لا مرآة تعكس وجهي ولا يوجد من يلتقط يدي وهي تسقط في الليل. أنتِ وحدكِ كنتِ تعرفين مكاني. وحدكِ كنتِ تلمسينني. وحدكِ كنتِ تناديني. لم يكن لي اسم ولا وجه ولا طريق. كنت مجرد شيء. ها أنا الآن أعود كما كنت. عدت أكون ذاك الشيء الذي كان. كنت قبلًا أقول ” ماء” فأجد الماء في فمي. أقول “جائع” فأجد خبزًا طازجًا في يدي. أقول “أنا” فأجدكِ أنتِ.