«يقدم المؤلف محاولة لبناء مشروع الدكتور عبدالله العروي في الدفاع عن الحداثة والفكر التاريخي، وقام باعادة تركيب بعض إشكالات الفكر الفلسفي المغربي والمغاربي مع ملاحظات تتعلق بطبيعة كتابات العروي. والمؤلف يتوخى أولاً وقبل كل شيء الدعوى إلى العناية بالأبحاث التاريخية للعروي، إذ أن جهوده المتنوعة تتيح الوقوف على صورة قوية من صورة تجليات الفكر المغربي المعاصر، صورة تعمق الوعي بالخصوصية التاريخية وتعكس في الآن نفسه نمط انخراطها الكامل في التاريخ العالمي، ذلك أن مشروع العروي يضعنا مباشرة أمام تجربة في الفكر لا تخاصم العالم باسم ذات منقوصة قسرً أو عدواناً أو بفعل عوامل موضوعية، فالتوجه التاريخي والحداثي لفكره جعله يتجاوز الثنائيات المهيمنة على فضاء الفكر العربي المعاصر، وذلك باختياره وحسمه في الاختيار، رغم وعيه بحدود اختياراته، ووعيه بالذات بتاريخيتها…»