صنع لها تمثالا فائق الجمال ببشرة تميل قليلا إلى الصفرة يشبهها تماما وهي في السابعة عشرة من العمر، ووضعه على الشارع قريبا من جسر سوق عامودا من جهة الدرباسية، وهو نفس الموضع الذي أعطته فيه الفرصة لكي يتحدث معها قبل ٣٧ عاما، لكنه لم يفهم ولم ينتهز الفرصة ولم يمش معها قليلا ولم يحادثها.
بعد وضعه التمثال تجمد كل ما هنالك في مكانه. المارة، باصات الحسكة والسيارات الصفراء، الهواء والجالسون في المقاهي تجمدوا وشايهم في أيديهم. تجمد الحمالون والعواميد في نهر الخنزير. تجمدت صيحات بياعي الخضروات في العرصة.
تجمد الصيف والغبار .
وهي تابعت مشيها متوجهة إلى البيت…