أيّ شاعر، في أيّ أندلس، زجَرتْ شراكُ أهدابه طيرَ النوم؟
النوم طائران قطعت أسنانُ الفخاخ لسانيهما، يتناقران يتغازلان، يحومان ويبتعدان، ثم يقتربان
ويحطّان فيعاودان الابتعاد. الآن وقد غاضَ طوفان الصُّور، يصعب إغراؤهما – حمامةٌ بغصن الزيتون
لتكليل العروس، وغرابٌ بغصن الشوك لتتويج الشهيد.
المؤرّق مشرع عينيه – إحداهما بيضة الحمامة والأخرى بيضة الغراب. كلُّ رمش عود من عيدان
العشّ، أرضه ندية مدفّأة بالدمع. العين قبة من قباب الروح، قصرٌ لا باب له يطوف حوله السندباد
وحيدًا على جزيرة مهجورة.