يَبدو أَبطالُ هَذِهِ القصَصِ وكَأنَّهُم يَبحَثون عَن آمالٍ عَجَزوا عَن تَحقيقِها؛ رُبَّما لِأنَّها مُستَحيلَةٌ أَصلًا، كالطَّيرانِ بِلا تَوقُّفٍ؛ بَحثًا عَن هَدَفٍ غامِضٍ، يَنتَهي بِالبَطَلِ إلى الاستِسلامِ لِهُبوطٍ لا يُعرَفُ مَدى سَلامَتِه، ورُبَّما لأنَّها آمالٌ في تَحقيقِ بُطولَةٍ قَد لا يَستَطيعُ الكومبارس أَنْ يُحَقِّقَها إلَّا في مَشهَدٍ واقِعيٍّ قَد يُرضي ذاتَهُ المُحبَطَة، إلَّا أنَّه يَظَلُّ مَشهَدًا عارِضًا لا يَتعلَّقُ بآمالِهِ في البُطولَةِ عَلى خَشَبةِ المسرَحِ، حَيثُ الشُّهرَةُ والمجدُ، وهُوَ ما حَلُمَ بِهِ وتَمنَّاه. الكاتِبُ إِذَن لَيسَ أسيرَ الإحباطِ والقَرَفِ كَما يَبدو لأَوَّلِ وَهلَةٍ، وإنَّما هُو أَسيرُ مَشاعِرَ مُتَناقِضَةٍ مِنَ التَّمسُّكِ بالأَمَلِ والاستِسلامِ لِلإحساسِ بِعَدَمِ الجَدوَى، وأغلَبُ الظَّنِّ أَنَّ تَمَسُّكَه بالأَمَلِ هُو الغالِبُ، وهُوَ الأثَرُ الَّذي يَترُكُهُ في نَفْسِ القارِئ.