سيرة ذاتيّة
كانت قد بلغت من العمر ألف سنة ونيفاً، وما تزال تحوك لي كنزات الصوف بإبرة فضية وأنامل كالندى. الله في عليائه يسألها الصلاة كي يستريح... فتهمس له الصلاة همساً وتدعوه إلى أكل الخبز والزيتون على بساط من القش في غرفة بيتنا. فيأكل ويشكر وينام على صوت أمي وقد نهنهه الرخاء... كانت أمي تحتضن الله بين يديها، فتخلعه الحذاء من قدميه وتغسل جسده وشعره بالصابون وترقده على سرير لي، وتقول: لا تزعل يا إكميل، وضعت الله في سريرك... لأنك يا ولدي لم تكن في البيت.فوزي ذبيان روائي لبناني حاصل على دبلوم دراسات عليا في الفلسفة. صدر له عن دار الساقي: "إكميل".