القافلة لم توصل "يحيى" الصغير إلى حيث كان ينبغي أن يصل. تتوزّع الأماكن في حياته ويبتعد واحدها عن الآخر، كما يتوزع الأهل المفترضون. لكن خيطاً يشد المتفرّق فيلمّه في واحدٍ هو السيرة على اختلاف رواتها.المسافات ما بين جدة وقريته الأصلية تنأى، بقدر ما تكبر جدة في عينيه الصغيرتين. وكلما كبرت المدينة صغر حيالها.وتمضي الحياة، حياته وقد صار شاباً، في احتمالاتها. إلا أن صورة الأطفال الذين جُعلوا عبيداً ظلت طرية في ذاكرته التي لم تهرم. والتحق فعلاً بمن وعدوه بالخلاص ولاحوا في عينيه مخلّصين. غير أن سيرته، مثل سير الضحايا الكثيرين، ظلت تلهث وراء أحداث كبرى وعواطف مستحيلة. وفي النهاية كفّت القدرة على الاحتمال، فـ"كل يوم تطلع الشمس لتقتل حلماً كنا نعيشه".عبده خال كاتب وروائي سعودي. فازت روايته "ترمي بشرر ..." بالجائزة العالمية للرواية العربية 2010 وحازت روايته "لوعة الغاوية" جائزة أفضل رواية لكاتب سعودي 2013. من إصداراته عن دار الساقي: "صدفة ليل"، "أنفس"، "لوعة الغاوية"، "الطين"، "فسوق"، "مدن تأكل العشب".