" نظر إالى أسفل ثم انحنى ليعيد عقد رباط حذاءه المفكوك ... لم يكن سالم ينحنى بسهولة .. كان يلزمه أن يجلس بطريقة ما ، هبط كما اعتاد فى تأن ، وبعد أن اتم مهمته استند بكفيه على الأرض ليقف ، لكن رائحة غربية لفحته ... رائحة ليست الصحراء مصدرها المباشر .. رفع رأسه قليلا ً فاصطدم بصرة بكتله سوداء لا تبعد عنه سوى أمتار قليلة .. كان الذئب يطالعه فى فضول وكأنما يتساءل عما جاء به إلى هناك .. تسمر سالم وأحس أن قدميه تغوصان فى مكانهما .. لم يكن جالسا ً تماماً ، كما تكن ساقاه مفرودتين ؛ كان ظهره محنيا ، ركبتاه نصف مثنيتين ، كفيه على الأرض تغطيهما الرمال ، وحزامه الجلدى ما يزال منحلاً ومتدليا من ملابسه .. كان الحزام يضيف له بجانب يديه وقدميه طرفا خامسا .. " " مجموعة شديدة الإحكام ، بناء دقيق سواء فى اللغة أو تفاصيل القصة ، وصف ليس فيه زيادة أو نقصان .. حس قصص تشكوف المتعاطفة مع المرضى والبسطاء ، وقصص يوسف إدريس التى حملت هذه النزعة الإنسانية الساخرة " .